يواجه القادة في مجال التعلّم والتطوير تحدّيًا متعدّد الأوجه في الوقت الحالي. حيث لا يزال غالبيّة القادة يعتمدون أساليب التدريب التقليديّة التي غالبًا ما تترك فجوة في الصلة، إذ يتلقّى جزء كبير من القوى العاملة تدريبًا لا يساهم بشكل مباشر في أدوارهم أو تقدّمهم الوظيفي.
وهذا يؤدّي إلى تحدٍّ حاسم يواجهه القادة في مجال التعلّم والتطوير. ويشير تقرير صادر عن شركة "ماكنزي" (McKinsey) إلى أنّ 32% فقط من المدراء التنفيذيّين يعتقدون أنّ برامج التعلّم والتطوير التي يطبّقونها تحقّق أهداف العمل بفعاليّة. وتؤكّد هذه الإحصائيّة الصارخة على الفجوة الكبيرة بين النتائج التدريبيّة وأهداف المؤسّسة، ما يؤدّي إلى انعدام الكفاءة وإهدار الفرص لتطوير المهارات وتحسين الأداء.
يصبح من الضروري سدّ هذه الفجوة ويتطلّب ذلك من القادة في مجال التعلّم والتطوير تبنّي التعلّم المؤسّسي لمعالجة الفجوات في المهارات الواسعة النطاق لدى الموظّفين. بدأت المؤسّسات أساسًا في الاستفادة من أنظمة إدارة التعلّم المؤسّسي المتقدّمة (LMS).
يوفّر نظام إدارة التعلّم المؤسّسي ميزات مثل مسارات التعلّم الشخصيّة وإدارة المحتوى وأدوات التعاون والتحليلات والتكامل مع أنظمة الموارد البشريّة والأعمال الأخرى. من خلال الاستفادة من نظام إدارة التعلّم المؤسّسي، يمكن للقادة في مجال التعلّم والتطوير تبسيط عمليّات التعلّم وتتبّع التقدّم الذي يُحرزه المتعلّم ومواءمة المبادرات التدريبيّة مع الأهداف التجاريّة الاستراتيجيّة.
لا تقتصر اهتمامات الشركات اليوم على تلبية احتياجات الجهات المعنيّة الداخليّة والإداريّة.
وفي ظلّ إدراك المؤسّسات لأهميّة التعاون مع الجهات المعنيّة الخارجيّة مثل العملاء والشركاء والمورّدين والموزّعين، نشأ مفهوم التعلّم المؤسّسي الموسّع.
يشير مصطلح التعلّم المؤسّسي الموسّع إلى ممارسة توفير البرامج التدريبيّة والتطوير للأفراد أو المجموعات خارج قاعدة الموظّفين المباشرة للمؤسّسة. وقد يشمل هذا الجمهور الموسّع العملاء أو الشركاء أو المورّدين أو الموزّعين أو أصحاب الامتياز أو أي جهات معنيّة خارجيّة يمكنهم الاستفادة من مبادرات التعلّم المتعلّقة بمنتجات المؤسّسة أو خدماتها أو عمليّاتها أو المعرفة في المجال.
يهدف التعلّم المؤسّسي الموسّع بشكل أساسي إلى توسيع نطاق برامج التعلّم خارج نطاق الموظّفين الداخليّين وتمكين الجهات المعنيّة الخارجيّة بالمعارف والمهارات التي يحتاجون إليها للمساهمة في نجاح المؤسّسة.
يُعدّ نظام إدارة التعلّم المؤسّسي ضروريًّا للمؤسّسات لعدّة أسباب.
يوفّر حلّ نظام إدارة التعلّم المؤسّسي منصّة مركزيّة لإدارة جميع الأنشطة المتعلّقة بالتعلّم والتطوير، بما في ذلك تقديم الدورة وإدارة المحتوى وتتبّع التقدّم المحرز وإعداد التقارير. ووفقًا لدراسة تكنولوجيا التعلّم التي أجرتها مجموعة "براندون هول" (Brandon Hall)، تعتقد نسبة 56% من المؤسّسات أنّ الاستثمار في برامج التعلّم والتطوير أساسي لنجاحها.
باستخدام حلّ نظام إدارة التعلّم المؤسّسي، يمكن للمؤسّسات توسيع نطاق مبادرات التعلّم الخاصّة بها لاستيعاب القوى العاملة المتنامية والاحتياجات التدريبيّة المتوسّعة. تشير الأبحاث التي أجرتها مجلّة "ترانينغ إندستري" (Training Industry) إلى أنّ 90% من الشركات تعتزم زيادة استثماراتها في تكنولوجيا التعلّم لدعم قابليّة التوسّع والنمو.
يمكن أن يؤدي تنفيذ حلّ نظام إدارة التعلّم المؤسّسي إلى توفير التكاليف من خلال تقليل الحاجة إلى التدريب التقليدي القائم على الفصول الدراسيّة والنفقات المرتبطة به. وفقًا لشركة "غارتنر" (Gartner)، يمكن للمؤسّسات التي تعتمد نظام إدارة التعلّم المؤسّسي تحقيق وفورات في التكاليف تصل إلى 30% من خلال الحدّ من الوقت المخصّص لإدارة التدريب وتحسين كفاءة التعلّم.
من المرجّح أن يشارك الموظّفون المنخرطون في برامج التدريب والتطوير. يكشف استطلاع رأي أجرته مؤسّسة "غالوب" (Gallup) أنّ الشركات ذات مستويات مشاركة الموظّفين العالية تحقّق ربحيّة أعلى بنسبة 21%. يمكن لحلّ نظام إدارة التعلّم المؤسّسي تعزيز المشاركة وتجارب التعلّم الشخصيّة من خلال مسارات التعلّم المخصّصة والمحتوى التفاعلي وميزات التعاون.
يُعدّ التدريب على الامتثال أمرًا حاسمًا للمجالات التي تستدعي متطلّبات تنظيميّة. يضمن نظام إدارة التعلّم المؤسّسي حصول الموظّفين على التدريب والشهادات اللّازمة للامتثال. وفقًا لدراسة أجرتها شركة "ديلويت" (Deloitte)، فإنّ 94% من المؤسّسات تعتبر أنّ التدريب على الامتثال أولويّة أساسيّة.
في ما يلي الميزات المهمّة التي يجب أن يتمتّع بها كلّ نظام لإدارة التعلّم المؤسّسي:
ابحثوا عن نظام إدارة التعلّم الذي يعزّز تجارب التعلّم الشخصيّة من خلال مسارات التعلّم المخصّصة بناءً على تفضيلات المتعلّم الفرديّة ومهاراته وأهدافه. يمكن لخوارزميّات التعلّم التكيُّفي تخصيص تقديم المحتوى ومستويات الصعوبة لتحسين نتائج التعلّم.
احرصوا أن يكون نظام إدارة التعلّم مناسبًا للأجهزة المحمولة ويدعم الوصول عبر أجهزة متعدّدة، ممّا يسمح للمتعلّمين بالوصول إلى التدريب في أيّ وقت وفي أيّ مكان. ابحثوا عن تصميم متجاوب وإمكانيّات وصول من دون اتّصال بالإنترنت ومواءمة مع أجهزة وأنظمة تشغيل مختلفة.
اختاروا نظام إدارة التعلّم الذي يدمج قدرات الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي للتحليلات المتقدّمة والتوصيات المخصّصة والرؤى التنبؤيّة وتنظيم المحتوى تلقائيًّا. تعمل هذه التقنيّات على تعزيز فعاليّة مبادرات التعلّم وكفاءتها.
ابحثوا عن ميزات التعاون مثل منتديات المناقشة ومجتمعات التعلّم الاجتماعي وأدوات التعاون بين الأقران والمراسلة في الوقت الفعلي. تعمل هذه الميزات على تعزيز المشاركة وتبادل المعرفة وتجارب التعلّم القائم على التعاون بين المتعلّمين.
احرصوا على إمكانيّة نظام إدارة التعلّم على التكامل بسلاسة مع أنظمة الموارد البشريّة الأخرى ومكتبات المحتوى وأدوات الجهات الخارجيّة وتقنيّات التعلّم. ابحثوا عن المواءمة مع المعايير مثل النموذج المرجعي لكائن المحتوى القابل للمشاركة وواجهة برمجة التطبيقات للتجربة وقابليّة التشغيل البيني لأدوات التعلّم للتشغيل البيني وتبادل البيانات.
هل تبحثون عن أفضل برنامج لإدارة التعلّم لمؤسّستكم؟ إليكم دليلنا الذي يساعدكم على اتّخاذ القرارات الاستراتيجيّة المدروسة اللّازمة لتحديد الحلّ المثالي المصمّم خصّيصًا لتلبية احتياجات مؤسّستكم.
حدّدوا الاحتياجات المتعلّقة بالتعلّم والتطوير الخاصّة بمؤسّستكم وأهدافها والجمهور المستهدف. فكّروا في عوامل مثل قابليّة التوسّع والتخصيص ومتطلّبات الامتثال واحتياجات إعداد التقارير وتجربة المستخدم.
امنحوا الأولويّة للواجهات سهلة الاستخدام والتنقّل البديهي وتجارب التعلّم المخصّصة والتفاعليّة. كذلك، أجروا اختبارات أو عروض توضيحيّة للمستخدمين لتقييم سهولة الاستخدام وإمكانيّة الوصول ورضى المستخدمين بشكل عام.
قوموا بتقييم قدرات إدارة المحتوى في نظام إدارة التعلّم، بما في ذلك أدوات إنشاء المحتوى ودعم الوسائط المتعدّدة والتحكّم في الإصدارات ومكتبات المحتوى وخيارات التوطين. تأكّدوا من أنّه يدعم تنسيقات المحتوى ووسائل التقديم المختلفة.
ابحثوا عن ميزات تحليلات وإعداد تقارير فعّالة توفّر رؤى حول تقدّم المتعلّم ومستويات المشاركة وفعاليّة الدورة والفجوات في المهارات والعائد على الاستثمار. يجب أن تدعم القدرات التحليليّة تصوّر البيانات والتقارير المخصّصة والتحليلات التنبؤيّة.
قوموا بتقييم خدمات الدعم والموارد التدريبيّة والصيانة المستمرّة التي يقدّمها البائع. تأكّدوا من أنّها تقدّم الدعم السريع للعملاء وتحديثات منتظمة ومواد تدريبيّة وموارد لمساعدتكم على تعظيم قيمة نظام إدارة التعلّم.
تشمل الاتّجاهات المستقبليّة في التعلّم المؤسّسي مجموعة من التطوّرات والابتكارات التي تشكّل مشهد التدريب والتطوير التنظيمي.
إليكم 4 اتّجاهات رئيسيّة يجب الانتباه إليها:
يشهد سوق التعلّم المؤسّسي توحيدًا مع استحواذ الجهات الفاعلة الأكبر حجمًا على بائعين أصغر حجمًا أو يندمجون لتقديم حلول تعلّميّة شاملة. ويُعزى هذا الاتّجاه إلى الحاجة إلى منصّات متكاملة تجمع بين إدارة التعلّم وإنشاء المحتوى والتحليلات وأدوات التعاون لتلبية الاحتياجات المتطوّرة للمؤسّسات.
تكتسب التقنيات الشاملة مثل الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزّز (AR) زخمًا في التعلّم المؤسّسي. توفّر هذه التقنيّات تجارب تعلّم غامرة وتفاعليّة، ممّا يسمح للموظّفين بممارسة المهارات في محاكاة واقعيّة وبيئات افتراضيّة ووحدات تدريبيّة قائمة على السيناريوهات.
أصبحت نماذج التعلّم القائمة على المجموعات شائعة، ولا سيّما في بيئات العمل عن بعد والهجينة. يشمل التعلّم الجماعي ضمّ المتعلّمين في مجموعات أو مجتمعات أصغر، وتعزيز التعاون والتعلّم بين الأقران والمساءلة والتفاعل الاجتماعي. يعزّز هذا النهج المشاركة وتبادل المعرفة والتواصل بين الموظّفين.
يعمل الذكاء الاصطناعي التوليدي على إحداث تغيير على صعيد تأليف المحتوى في التعلّم المؤسّسي. يمكن للأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أتمتة إنشاء محتوى تعليمي مخصّص وتفاعلي، وتكييف المحتوى مع احتياجات المتعلّمين الفرديّة، وإنشاء التقييمات والاختبارات، وتوفير الملاحظات والتوصيات في الوقت الفعلي. وهذا يبسّط عمليّات إنشاء المحتوى، ويحسّن قابليّة التوسّع، ويعزّز فعاليّة التعلّم.
يشمل تنفيذ استراتيجيّة فعّالة للتعلّم المؤسّسي دمج أفضل الممارسات التي تتماهى مع أهداف المؤسّسة وتعزّز ثقافة التعلّم المستمرّ. وفي ما يلي بعض أفضل الممارسات الرئيسيّة الواجب مراعاتها:
إجراء تحليل شامل للاحتياجات لتحديد الفجوات في المهارات وأهداف التعلّم والمتطلّبات التدريبيّة بما يتماشى مع أهداف العمل. إشراك الجهات المعنيّة من مختلف الأقسام لجمع الأفكار وإعطاء الأولويّة لمبادرات التعلّم بناءً على احتياجات المؤسّسة.
تحديد أهداف التعلّم الواضحة والقابلة للقياس لكلّ برنامج أو مبادرة تدريبيّة. توصيل هذه الأهداف إلى المتعلّمين لتحديد التوقّعات وضمان التوافق مع نتائج التعلّم المرجوّة.
قوموا بتطوير محتوى تعليمي جذّاب وتفاعلي يلبّي أنماط وتفضيلات التعلّم المتنوّعة. استخدموا عناصر الوسائط المتعدّدة والمحاكاة والتلعيب والتعلّم القائم على السيناريوهات لتعزيز مشاركة المتعلّمين واحتفاظهم بالمعلومات.
قوموا بدمج أساليب التعلّم النشط مثل دراسات الحالة والمناقشات الجماعيّة والتمارين العمليّة والمشاريع الواقعيّة لتشجيع المشاركة الفاعلة والتفكير النقدي والتطبيق العملي للمعارف المكتسبة.
توفير فرص التقييم والملاحظات المنتظمة لمراقبة تقدّم المتعلّم وتعزيز مفاهيم التعلّم وتحديد مجالات التحسين. استخدام التقييمات التكوينيّة والختاميّة لقياس مدى فعاليّة التعلّم وتعديل التدخّلات المتعلّقة بالتعلّم وفقًا لذلك.
تعزيز ثقافة التعلّم القائم على التعاون من خلال تشجيع تبادل المعرفة بين الأقران والعمل الجماعي والتوجيه. تيسير التعاون من خلال المنتديات عبر الإنترنت ولوحات المناقشة والفصول الدراسيّة الافتراضيّة والمشاريع القائمة على التعاون.
احصلوا على الدعم والتأييد من القادة والمدراء التنظيميّين لتعزيز أهميّة التعلّم والتطوير. شجّعوا القادة على إعطاء القدوة، والمشاركة في البرامج التدريبيّة، والاعتراف بإنجازات التعلّم ومكافأتها.
قوموا بتقييم فعاليّة مبادرات التعلّم المؤسّسي بشكل منتظم من خلال ملاحظات المتعلّمين ومقاييس الأداء وتقييمات التأثير. استخدموا نتائج التقييم لتحديد مجالات التحسين وتحديث المحتوى وتحسين استراتيجيّات التعلّم وضمان التوافق المستمرّ مع أهداف العمل.
فيما تعاني المؤسّسات من تكاليف التدريب المتزايدة والقيود المفروضة على أساليب التعلّم التقليديّة، أصبحت الحاجة إلى حلّ تحويلي ضروريّة. يُشكّل تنفيذ نظام إدارة التعلّم المؤسّسي مصدرًا حيويًّا، ممّا يمكّن الشركات من تبسيط عمليّات التدريب وخفض التكاليف وتعزيز نتائج التعلّم. تُسلّط الدراسات التي أجراها الخبراء في المجال مثل "غارتنر" ومجموعة "براندون هول" الضوء على وفورات التكلفة الكبيرة ومكاسب الكفاءة المحقّقة من خلال تبنّي نظام إدارة التعلّم.
في هذا المجال من التحوّل الرقمي، ينبغي للمؤسّسات الاستفادة من حلول التعلّم المتقدّمة مثل "ديسبرز" Disprz. بفضل الميزات المبتكرة وقدرات التكامل السلسة التي تتمتّع بها، تعمل "ديسبرز" Disprz على تمكين الشركات من قيادة تجارب التعلّم المؤثّرة، وتنمية القوى العاملة الماهرة، والبقاء في طليعة بيئة اليوم التنافسيّة.
هل أنتم مستعدّون لإطلاق العنان للإمكانات الكاملة لمبادرات التعلّم والتطوير الخاصّة بكم؟ حدّدوا موعدًا لعرض توضيحي مع "ديسبرز" Disprz وانطلقوا في رحلة التعلّم التحويلي!